2020/10/28 | 0 | 5846
من شعراء ( هَجَر ) المبدعين ..ا لأستاذ حسين بن عبدالله المبارك
بفلم الاديب الشاعر :ناجي داوود الحرز
هو الأستاذ حسين بن عبدالله بن حسين المبارك , رجل في غاية التهذيب والتواضع والإيمان والورع والثقافة الواسعة الواعية ، من مواليد بلدة ( القرين ) بالأحساء عام 1382هـ , حاصل على بكالوريوس من كلية إعداد المعلمين و يعمل معلما في مدارس الأحساء . شاعر مطبوع مُجيد غزير الإنتاج طويل النفَس ، له حضور كبير و مكثف في الإحتفالات الولائية والأدبية , كتب في معظم الأغراض الشعرية , له مجموعة شعرية ضخمة بعنوان ( عطر المودة ) تحت الطبع . ترجمنا له في ( معجم شعراء منتدى الينابيع الهَجَرية ) الصادر عام 1434هـ وهو عضو بالمنتدى منذ عام 1415هـ .
عين القريضِ حليفةُ التّسهادِ
تماما هذا هو وصف حال شاعرنا الأستاذ حسين بن عبدالله المبارك ، زاده الله توفيقا ، هذا هو حاله مع هاجس الشعر، الذي خامر عقله و قلبه ، وأقضّ مضجعهُ ، وألحّ عليه حتى أثرى ديوان المودة بمآت القصائد الرائعة.
وهذا هو حاله أيضا مع الإنشاد ، الذي جعله فارسا لا يشق له غبار ، من فرسان الولاء والوجد و الشجى ، و جعل اسمَه علما في رأسه نارٌ متوهجة في عالم الأدب الرفيع .
وهكذا وصف هو نفسه دون أن يدري ، ليريحني من عناء اختيار وصف مناسب له ، خاصة وأن شهادتي فيه مجروحة ـ كما يقولون ـ بموجب العلاقة العميقة والخاصة التي تجمعني به ، منذ شرفني بأول زيارة قبل ما يقارب الثلاثين عاما ، ليطلعني على باقةٍ من بواكير قصائده ، و منذ أصبح زميلا في ( منتدى الينابيع الهجرية ) ثم سكرتيرا لإدارة المنتدى .
ولا يدعك الأستاذ حسين تتحير طويلا ، أو حتى تسأل عن اسمٍ لذلك النبض الذي لا يهدأ ولا يستريح بين جوانحه :
حبٌّ نمَت روحي عليه وأورقتْ
حب لا يهيم بصاحبه في وديان التيه ، و لكنه الحب الذي يزيد العقل ثباتا ، والقلب نورًا ، واللسان حلاوةً و بيانًا :
وكأنه يسارع إلى إثبات هوية ذلك الحب وإلى وضع عنوان كبير واضح له ، وهل هناك أوضح وأكبر من اسم ( عليّ ) عليه السلام ؟ دالةً على الحب ؟ حب الله و حب رسوله و صفيّه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله ؟ :
لـولا ( غـديرك ) يـا عـلي دلـيلي
ويلذ له الحديث عن معشوقه الكبير ، كما هي عادة العاشق المتيم ، لتتواصل ملحمة المناجاة :
ويتتبع خطى أمير المؤمنين عليه السلام بكل وجدانه ، حتى يقف أمامه محمولا على أعناق الرجال ، و شيبته تقطر من دم فوزه ، ليعتذر عن رثائه :
و كعادة شاعرنا يجيب على الأسئلة قبل أن يطرحها أحد ، فكأن سائلا سأله : وماذا بعد ؟ ليجيب :
ويتواصل انهمار ذوب الوجدان الصادق المتوهج ، و شاعرنا ينتقل من أعتاب معصوم إلى أعتاب معصوم آخر , وعشق ( عليّ ) عليه السلام يحدو ركائب مودته و يؤجج لهيب وجده ، فللإمام الحسن عليه السلام آهة :
يـا ربـيع الحياة إنْ عقّك الوردُ
أنـت يـامَن إسـمه خُـطّ على
وللحجة الموعود ـ عجّل الله فرَجهُ الشريف ـ سؤالٌ على هيئة عتاب يقطر لوعة :
يـا سـيدي لـلصمت حَدٌّ واضحٌ
وكأنه يُهدي هذا الديوان ، هذا البوح المقدس إلى آبائه وأجداده اللذين استجابوا للنداء الإلهي ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ففتحوا عيون قلبه على حب محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام ، ولأمه الأحساء ، أحساء عليّ عليه و عليها السلام ، التي ضربت جذور هواه في ترابها الطهور حتى اهتزت وربت بمثل هذه القريحة التي ستظل شاهدًا على عمق إيمان و طهر و قداسة هذه الأرض المباركة :
بـين الجوانح عطر شوق يعبقُ
و رغم جمال و روعة ما كتبه الأستاذ حسين في مختلف أغراض الشعر إلا أنني أستسلم لصدق و لبهاء و لعمق شعره الولائي فأكتفي به شاهدا على ما يمتلكه هذا الشاعر الفحل من إمكانيات إبداعية هائلة .
هنيئا لكم يا شعراء ( هجَر ) على هذا الحظ العظيم ، وعلى هذا الاصطفاء المبارك ، لخدمة القيم المقدسة ، والمبادئ السامية . وهنيئا لك يا أستاذ حسين هذا الولاء العتيد الذي هو غني بما فيه من صدق و جمال عن أي وصف وعن أي إطراء .
جديد الموقع
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد
- 2024-11-21 القراءة للكسالى
- 2024-11-21 القراءة واتباع الأحسن
- 2024-11-21 روايات أسامة المسلم بين جيلين.
- 2024-11-21 ( غرق في المجاز، مَجازٌ في الغرق ): قراءة في ديوان الشاعر جابر الجميعة
- 2024-11-20 الدكتور عبدالمنعم الحسين يدشن حملة التشجير الثالثة ببر الفيصلية